أشهر 6 أخطاء يرتكبها الآباء في تربية أبنائهم

أخطاء في تربية الأبناء

قد يبدو أن التربية مسألة شخصية، بمعنى أنه من حق الوالدين أن يقرروا كيفية تربية طفلهم.

ومع ذلك، يعتبرها الباحثون من أهم قضايا الصحة العامة التي يواجهها مجتمعنا.

التربية السيئة لها تأثير خطير ليس فقط على الطفل ولكن أيضًا على المجتمع ككل.

  • جسديًا، يمكن أن تؤدي التربية الخاطئة، مثل إساءة معاملة الأطفال، كالاعتداء الجسدي أو الإهمال العاطفي، إلى إلحاق الضرر بالطفل أو وضعه أو وضع الآخرين في مواقف خطرة.
  • من الناحية النفسية، تؤدي التربية الخاطئة إلى مشاكل في الصحة العقلية للأطفال.

يمكن أن تتسبب التربية الخاطئة في نوعين رئيسيين من مشكلات الصحة العقلية:

  • مشاكل الاستيعاب مثل الاكتئاب أو القلق أو الاضطرابات الشخصية.
  • مشاكل خارجية، مثل العدوانية والعنف.

تشير الدراسات إلى أن التربية الخاطئة، وخاصة العقاب البدني، هي أحد أكبر أسباب السلوك العنيف.

قد تؤدي الطفولة السيئة إلى التغيب عن المدرسة أو ارتكاب جرائم أو إدمان المخدرات أو إدمان الكحول في مرحلة البلوغ.

ويمكن أن تكون آثار التربية الخاطئة على المجتمع خطيرة للغاية، كما يمكن أن تؤثر على سلامة واستقرار المجتمع.

العنف المنزلي، أو العنف الجسدي، أو معاقبة الطفل بشكل مفرط، كل هذه سمات واضحة للتربية الخاطئة.

وسوف نوضح لك 6 أمور احذر أن تمارسها في تربية أبنائك.

1- التسلط

تسلط الآباء في تربية الأبناء

ويعني التسلط تحكم الآباء أو الأمهات في نشاط الطفل ومنعه من رغباته التلقائية، أو منعه من سلوك معين، أو إلزامه بمهام وواجبات تفوق قدراته.

يطلب الآباء المتسلطون من الأطفال الانصياع لهم دون أسئلة.

فبينما نحتاج في أوقات إلى أن يستمع الأطفال إلينا ويفعلوا ما نطلبه تمامًا، فإن إجبار الطفل على اتباع جميع الأوامر بشكل أعمى يسلبه القدرة على التفكير النقدي والتمييز بين الصواب والخطأ.

وينتج عن هذا الأسلوب في التربية طفل لديه ميل شديد للخضوع، واتباع الآخرين، ولا يستطيع أن يبدع أو يفكر أو يناقش.

فتذكر “لا أحد على حق دائما. الآباء ليسوا استثناء”.

يرغب الآباء الجيدون في أن يطور أطفالهم حكمًا سديدًا حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات جيدة.

هذا يعني أنه عندما يرتكب الوالد خطأ، ينبغي أن يكون الطفل قادرًا على تحديد الخيارات السيئة باحترام وعدم اتباعها بشكل أعمى.

هناك من الآباء من يطلبون من أطفالهم الاستماع والموافقة بغض النظر عما يضر أطفالهم أكثر مما ينفعهم.

2- الترهيب من أجل التأديب

العقاب بهدف التأديب

التأديب يعني التعليم، وهذا لا يعني المعاقبة.

العقاب ليس الطريقة الوحيدة للتربية.

استخدام العقاب كإجراء تأديبي هو مجرد تساهل وتكاسل من قبل الأب والأم.

يستخدم بعض الآباء العقاب بشكل عشوائي؛ لأنه من السهل إيقاف السلوك السلبي في الوقت الحالي.

التأديب بالعقاب لا يعلم الطفل شيئًا جيدًا.


أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين لديهم آباء يتبنون العقاب وسيلة للتأديب هم أكثر عرضة للانخراط في التنمر في المدرسة، كمعتدين أو ضحايا أو كلاهما.

الآباء الذين يعاقبون يفعلون ذلك غالبًا بدافع الغضب، فهم يقدمون لأطفالهم مثالًا سيئًا على عدم التنظيم العاطفي بدلاً من تعليمهم كيفية التنظيم الذاتي.

المراهقون ذوو السلوك العدواني والذين يفتقرون إلى التنظيم الذاتي يوجهون مشاعرهم السلبية تجاه الآخرين من خلال السلوك العدائي، ومن المرجح بشكل خاص أن ينخرط هؤلاء المراهقون في أنشطة إجرامية.

يجادل العديد من الآباء بأن استخدام العقاب في التأديب تم تصميمه على غرار العالم الحقيقي – إذا انتهكت القانون، فستتم معاقبتك وسجنك.. هذا هو أساس نظام العدالة الجنائية.

المشكلة هي أن عقوبة السجن الهدف منها الردع عن ارتكاب الجرائم، وقد يحفز ذلك المجرمين على بذل جهد أكبر حتى لا يتم القبض عليهم، لكنه لا يحسن من سلوكهم.

على نفس المنوال، قد توقف العقوبة السلوك السيئ للطفل في الوقت الحالي، لكنها لا تعلم ضبط النفس بشكل صحيح ولا تلهم الأطفال ليصبحوا أشخاصًا أفضل.

بدلا من ذلك، فإن العقوبة تجعلهم غاضبين وممتلئين بالكراهية.

تطبيق العقوبة الروتينية ليس في مصلحة الأطفال، ومع ذلك يرفض العديد من الآباء التخلي عنها حتى عندما يكون هناك أسلوب تربية أفضل وإيجابي.

يختار هؤلاء الآباء الأسلوب المريح لهم وتخفيف غضبهم (اهتماماتهم الخاصة) على قضاء الوقت والجهد لتعليم السلوك السليم (مصلحة الطفل).

3- عدم مراقبة أو السيطرة على السلوك السيئ للطفل

عدم السيطرة على سلوك الطفل

الأطفال الذين لديهم آباء يمارسون الأبوة المتساهلة الخالية من التدخلات هم أكثر عرضة للانحراف.

غياب تدخلات الآباء يؤدي إلى عدم الانتباه لسلوك أطفالهم أو لأنشطتهم.

إنهم لا يضعون حدودًا أو قيودا، وإذا فعلوا ذلك، فإنهم لا يطبقون العواقب.

ويكون لديهم القليل من تدخلات التأديب أو ليس لديهم على الإطلاق.

لا يُظهر هؤلاء الآباء أيضًا اهتمامًا بالأداء المدرسي لأطفالهم.

عادةً ما يكون لدى الأطفال الذين يتم تربيتهم على هذا النمط من الأبوة أسوأ النتائج المدرسية.

4- اختيار أسهل ممارسات التربية دائما بدلا من أفضلها
التعنيف الدائم للطفل

يمكن أن تكون الحياة صعبة، خاصة هذه الأيام.

التربية صعبة بما يكفي بسبب تفشي سوء الأخلاق من حولنا.

رحلة التربية ليست سهلة، وقد عرفنا ذلك منذ البداية.

لا ألوم الآباء الذين يبحثون عن طرق جديدة لجعل الحياة أقل صعوبة.

ومع ذلك، فإن الآباء الذين يختارون دائمًا ما هو أسهل بدلا من الأفضل هم في الأساس لا يفكرون في الأفضل لأطفالهم.

أحد الأمثلة على ذلك هو كيفية التعامل مع نوبات الغضب التي يعاني منها الطفل خلال أول سنتين.

نوبات غضب الأطفال هي نتيجة المشاعر الكبيرة الخارجة عن السيطرة عندما يكون لدى الأطفال الصغار احتياجات غير ملباة.

الآباء الجيدون يساعدون أطفالهم على تعلم تنظيم أنفسهم.

التنظيم العاطفي هو مفتاح كبير لنجاح الطفل في المستقبل.

لسوء الحظ، يهتم بعض الآباء فقط بوقف نوبات الغضب بأي ثمن.

يستخدمون الضرب والعقاب للحد من نوبات الغضب بدلاً من تقديم الدعم العاطفي.

وهم يختارون ما يبدو أنه أسهل وليس الأفضل.

اختزال التربية بهذه الطريقة دائمًا يأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل، حتى لو استطعت إيقاف نوبات الغضب في الوقت الحالي، لن يتعلم الطفل تنظيم نفسه بشكل صحيح.

قد يصاب هؤلاء الأطفال بمشاكل سلوكية معادية للمجتمع، وقد يصير أداؤهم الأكاديمي منخفضا.

يقدم الآباء الجيدون أمثلة جيدة عن طريق القيام بالأشياء بالطريقة الصحيحة، حتى عندما لا تكون هذه الطريقة سهلة.

5- إنكار مسؤولياتهم عندما تسوء الأمور

هل سبق لك أن رأيت والدًا لشخص ناجح ينكر مسؤوليته عن مدى نجاح ابنه؟

أنا لم أر أحدا من قبل فعل هذا، وأظن أنك لن ترى ذلك.

ولكن عندما لا يكون أداء الطفل جيدًا، فغالبًا ما ينكر آباؤهم أي مسؤوليات لهم عن ذلك.

يميل مجتمعنا إلى الاحتفاء بالوالدين على نجاح أطفالهم وتبرئتهم بسهولة في حال فشل أطفالهم.

على الرغم من أن التربية ليست العامل الوحيد الذي يؤثر على تطور الطفل، إلا أنها مهمة.

أظهرت عقود من البحث كيف يمكن أن يكون للتربية المختلة تأثير سلبي دائم على نمو الطفل وتطوره.

عندما تسير الأمور على ما يرام، ينسب الآباء بكل سرور الفضل إلى أنفسهم، لكن عندما تسوء الأمور، يتبرأ الآباء غير المناسبين من المسؤولية تمامًا.


يولد الطفل في هذا العالم دون أي حق لاختيار نوع البيئة التي ينشأ فيها.

لا يعني ذلك أننا يجب أن نلوم الوالدين على كل شيء يحدث بشكل خاطئ في حياة الطفل. ولكن في أغلب الأحيان، يتقاسم الوالدان بعض المسؤوليات بطريقة ما.

الوالد المسؤول يتحمل حصته ويضع الأمور في نصابها الصحيح.

6- انعكاس تصرفات الآباء على الأطفال
تصرفات الآباء غير المسؤولة

الآباء المسؤولون يتأملون تصرفاتهم مع أطفالهم.

عادة ما يكون الآباء غير المسؤولين على عكس ذلك.

يشعر بعض الآباء بالحيرة من تحدي أطفالهم وعدم احترامهم لهم، خاصة إذا كانوا في سن المراهقة.

من المألوف رؤية بعض الآباء المحبطين يطلبون المساعدة في المنتديات عبر الإنترنت حول السلوك السيئ لأطفالهم.

تعتبر العلاقات بين الوالدين والطفل خاصة، لكنها لا تختلف كثيرًا عن الأنواع الأخرى من العلاقات.

عندما يصرخ الآباء باستمرار في أطفالهم، فكيف يتوقعون من الأطفال الرد بتأدب.

هل هذه التوقعات منطقية؟

لا! الأطفال هم بشر أيضًا!

لا يولد أي طفل متحديًا أو غير مؤدب.

إذا كان الطفل متحديًا، فهناك شيء ما يزعجه، فما هو؟ كيف يشعر طفلك؟

إذا كان الطفل يتسم بعدم الاحترام، إنهم لا يقصدون ذلك حقًا، لكنهم لا يستطيعون التحكم في عواطفهم.

إن محاولة فهم مصدر المشكلة ومساعدة الطفل على حلها هي في مصلحته أولا.

دفن الرأس في الرمال أو إلقاء اللوم على الطفل لن يجدي نفعا.

عندما يحدث خطأ ما، فإن الجميع دائمًا يشيرون بأصابعهم إلى الطفل.

إنهم يريدون ببساطة التخلص من السلوك الذي لا يحبونه، لكنهم لا يهتمون بسبب حدوثه في المقام الأول.

إنهم لا يشعرون بالذنب أبدًا.

كلنا نرتكب أخطاء، خاصة عندما نكون مرهقين بشكل مفرط، ولكن إذا استطعنا أن نعترف بأخطائنا عندما تحدث، ونحاول القيام بذلك بشكل صحيح في المرة القادمة، فهذا أهم شيء.

في النهاية، نعرف أن التربية ليست سهلة، لكن يجب على الآباء أن يفعلوا كل ما في وسعهم لتربية الطفل تربية سليمة.